ناجي جلول: 4 آلاف و105 ملايين دينار كلفة إصلاح التعليم في تونس
قال ناجي جلول رئيس حزب الائتلاف الوطني ووزير التربية سابقا ناجي جلول في برنامج ميدي شو اليوم الثلاثاء 18 أفريل 2023، إنّ إمكانية إصلاح قطاع التعليم مُمكنة وسهلة شرط توفّر الإرادة السياسية للإصلاح، وفق تقديره.
وعاد ضيفنا بالحديث عن فترة توليه وزارة التربية، مصرحا بأنّه تم في تلك الفترة تنظيم حوار مع التلاميذ والأولياء والمجتمع المدني والصحفيين من أجل الخروج بتشخيص لإصلاح منظومة التعليم، وقد تم اقتراح حلول والبدء في الإصلاح قائلا: ''لكنه توقف لأن الجهود تكاثفت لإيقافه بسبب مصالح خاصة''.
وكشف أنّ كلفة إصلاح التعليم في تونس تقدّر بـ4 آلاف و105 ملايين دينار، وأن تعميم وإجبارية السنة التحضيرية، هي الخطوة الأولى نحو الإصلاح.
ومن بين المقترحات الأخرى، وفق محدّثنا، هي التخلي عن فصول الفرق وإرساء العمل بالمدرسة الحاضنة للتلميذ وهو نظام معمول به في اغلب البلدان المتقدمة، ومراجعة مسألة انتداب المكونين حيث وقع التعامل مع التعليم كحل للبطالة بمعنى ''الانتداب الاجتماعي'' .
وبيداغوجيا، ندّد ناجي جلول بكثرة المواد ونقص التجهيزات، واصفا الفضاء المدرسي في تونس بـ''المنفر وغير الجذاب''، ولا يعطي الأنشطة الترفيهية والثقافية مكانتها اللازمة. وكشف أنّ 80 بالمائة من المعاهد في تونس لا تملك ملاعب للممارسة الرياضة.
كما اقترح ناجي جلول فتح اكتتاب وطني للتربية أو الحصول على قروض من الخارج قائلا: ''العالم لا يرفض أبدا مطالب قروض من أجل إصلاح التعليم'' .
وأكّد جلول أنّ هناك مدارس تستقبل 4 و5 تلاميذ فقط، وكلفة التلميذ فيهم أكثر من كلفة طالب في الطب، مشيرا إلى وجود ما اعتبره ''سوء تصرف كبير في وزارة التربية''،حيث يتم ''صرف عشرات الملايين من الدينارات على صيانة التجهيزات والبنية التحتية كان بالإمكان تفاديها''، وفق قوله.
وشدّد على ضرورة بعث مراكز للصيانة وفتح الأبواب من خلالها أمام القطاع الخاص، معتبرا أنّ دور الدولة هو مجانية التعليم لا التكفل بكل ما يهمه، وفق تقديره. كما دعا إلى إرساء المجلس الأعلى للتربية وبعث المؤسسة التونسية لجودة التعليم.
واعتبر ناجي جلول أنّ ''تضارب المصالح'' هو السبب الرئيسي في إيقاف إصلاح المنظومة التربوية، قائلا: ''يريدونه مسارا لا يتحكم فيه وزير التربية بل تتحكم فيه النقابات التي لها أجندات سياسية''.
ودعا جلول في هذا الإطار بالنأي بوزارة التربية عن الخلافات السياسية، قائلا:'' كل النقابات التي هاجمتني وأوقفت عملية الإصلاح لها توجه سياسي''.
وتحدّث ضيف ميدي شو عن ''حملة كبيرة'' قادتها إحدى الصحف الفرنسية ضدهّ بسبب دعوته إلى اعتبار اللغة الانقليزية كلغة ثانية في المدارس التونسية قائلا: ''هذا المقترح لقي رفضا واسعا لأن أصدقاء فرنسا لم يعجبهم المقترح (...) حيث قادت أطراف معروفة حملة شرسة ضدي وتمت إقالتي وحتى حزبي تخلى عني حينها بمعنى أن فرنسا بإمكانها التحكم في مسار التعليم في تونس ''.